احتفى محرك البحث غوغل بذكرى ميلاد الكاتبة والمغنية الجزائرية طاووس عمروش، التي أصبحت أول امرأة جزائرية تقوم بنشر رواية.
اسمها الكامل هو ماري لويس طاووس عمروش، وُلدت عام 1913 وتوفيت عام 1976 في سان ميشيل لوبسيرفاتوار بفرنسا.
وُلدت طاووس لعائلة قبائلية أمازيغية اعتنقت الكاثوليكية الرومانية، وكانت الابنة الوحيدة لأسرة مكونة من ستة أبناء. انتقلت عائلتها إلي تونس هرباً من “الاضطهاد” بعد اعتناقهم للكاثوليكية، فنشأت طاووس في جو ثقافي متعدد، إذ تتحدث القبايلية بطلاقة، وتكتب باللغة الفرنسية.
أول روائية جزائرية
أصبحت طاووس أول امرأة جزائرية تقوم بنشر رواية لها في عام 1947، وهي ابنة لفاطمة آيت منصور عمروش – المغنية المشهورة في منطقة القبائل الأمازيغية، التي يُقال إنها هي من علمت طاووس الأغاني والحكايات ولقنتها التراث الشفهي.
بدأت ماري بترجمة الأغاني القبائلية بالتعاون مع شقيقها الأكبر جون عمروش ووالدتها في عام 1936. وفي عام 1939 تلقت ماري منحة للدراسة في إسبانيا، وهناك قامت بعمل بحث عن العلاقة بين الأغاني الشعبية الأمازيغية والإسبانية.
نشرت روايتها الأولى وهي عبارة عن سيرتها الذاتية بعنوان “الياقوتة السوداء” في عام 1947، وهي الرواية الأولى من نوعها التي تنشر في فرنسا بقلم كاتبة مغاربية. ثم نشرت “البذرة السحرية”، وتلاها مجموعة من المؤلفات الأخرى من بينها “طريق الدفوف” 1960، “البذرة السحرية” 1966، العاشق المتخيل 1975، “دفاتر حميمة”، عزلة أمي (1995) الصادرة بعد وفاتها.
نالت طاووس عمروش سنة 1966 جائزة في فرنسا نظير كتاباتها المدافعة عن الإرث الأمازيغي والمرأة، كما كُرمت باعتبارها أول امرأة من شمال أفريقيا تُصدر رواية.
وإلى جانب شغفها بالكتابة، لمع نجم طاووس في عالم الموسيقى الذي حاكت فيه سردية منسية عما يعيشه العالم القبلي الأمازيغي بالجزائر، فأدت العديد من الأغاني الأمازيغية من خلال النمط الغنائي “آشويق” وهو نوع من الفن القبائلي والموسيقى الأمازيغية التي تخصصت فيها نساء منطقة القبائل في الجزائر. وأصدرت المطربة في هذا الإطار عدداً من الألبومات الغنائية منها “أغان قبلية أمازيغية” سنة 1967، “أغان من جبال الاطلس” سنة 1971، و”أغاني حجر الرحى والمهد” سنة 1975.
هجينة الحضارة
كانت عائلة طاووس عمروش من صفوة المثقفين القبايليين الجزائريين الذين فروا من بلدهم إثر اعتناقهم للكاثوليكية الرومانية، بعد معاناتهم من” الاضطهاد” في موطنهم لأسباب إيديولوجية.
كانت والدتها فاطمة آيت منصور (التي تصفها طاووس دوماً بأنها عبارة عن شجرة مثمرة) واحدة من مؤسسات الحركة النسوية في الجزائر والشاعرة والروائية صاحبة كتاب “تاريخ حياتي”. أما شقيقها جان عمروش صاحب مقولة “أكتب بالفرنسية وأبكي بالأمازيغية” فكان شاعراً ومناضلاً ونشر في تونس بمساعدة صديقه الكاتب الفرنسي أرمان غيبير مجموعتين شعريّتين الأولى بعنوان “رماد” والثانية تحت مسمى “نَجمة سرِية”.
كما كتب خلال فترة عيشه صحبة عائلته بتونس قصائد ومقالات نقدية في عدة مجلات تونسية، وألقى محاضرات في تونس. كما صدر له سنة 1939 بالعاصمة، ديوان بعنوان “أغان بربرية من بلاد القبائل” تولى فيه ترجمة قصائد أمازيغية تعلّمها من والدته فاطمة آيت منصور إلى اللغة الفرنسية.
تقول طاووس عمروش عن نفسها: “أنا هجينة الحضارة”، إذ عبرت مراراً عن معاناتها من التمزق ما بين لغتين وثقافتين، بين الفرنسية والأمازيغية، وبين أوروبا والمغرب الكبير.
وأصيبت طاووس بمرض السرطان الذي توفيت بسببه في “سان ميشال” في 2 من أبريل نسيان من عام 1976 ودُفنت في فرنسا.
ظهرت في الأصل على www.bbc.com