السياسة الخارجية: هل تقتل أميركا بوتين؟ | سياسة

|

وسبق للولايات المتحدة أن عزلت زعماء حكومات تعتبرها معادية، ووجد تقرير لمجلة فورين بوليسي ضابطا سابقا فيها جهاز المخابرات المركزية الأميركي دوغلاس لندن احتمال قيام واشنطن باغتيال الرئيس الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتينأو تنظيم انقلاب ضده.

وبحسب تحليل الكاتب فإن الولايات المتحدة تفضل استمرار الوضع الراهن وترى في بوتين خصما من السهل التنبؤ بتصرفاته، مما يسهل التعامل معه والإطاحة به خيار محفوف بالمخاطر. خاصة وأن النخبة الحاكمة في روسيا سوف ترى في اغتيال بوتين تهديداً وجودياً لها، الأمر الذي قد يدفعها إلى اتخاذ خطوات عدائية تجاه الغرب.

وأشار دوجلاس إلى أهمية تقييم مثل هذا القرار عندما أثارت زيارة بوتين لكوريا الشمالية في يونيو من هذا العام تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة استغلال غياب الرئيس والقيام بانقلاب ضده.

ويخلص الكاتب إلى أن اتخاذ قرار التخلص من بوتين لن يحقق الأهداف المرجوة، بل سيخلق حالة من الفوضى والتوتر داخل روسيا وخارجها، وسيزداد عداء الإدارة المقبلة تجاه الولايات المتحدة، وسيؤدي إلى – تدهور الاستقرار الأمني ​​الإقليمي والدولي.

وكثيراً ما كانت الخطط الأميركية للإطاحة بزعماء الدول المعادية تأتي بنتائج عكسية، بما في ذلك دعمهم للانقلابات العسكرية للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق في عام 1953 والرئيس التشيلي سلفادور الليندي في عام 1973.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ، حزيران/يونيو 2024 (رويترز)

ووفقا لدوغلاس، من المهم أن نأخذ الأسلحة النووية الروسية في الاعتبار، لأن أي عدم استقرار في القيادة الروسية يمكن أن يزيد من خطر أو التهديد باستخدامها.

وهذه المخاطر تجعل من الصعب تبرير أي محاولة أو قرار للتخلص من بوتين، حتى لو كانت هناك فرصة لنجاح ذلك.

صعوبة الاغتيال أو الانقلاب من الداخل

ويكرر دوغلاس وجهة نظره بأن الولايات المتحدة ــ التي تعتمد بشكل عام على عناصر داخلية لتحقيق أهدافها ــ لن تجد حلفاء في النخبة السياسية الروسية قادرين على الانقلاب ضد بوتن أو تنظيم اغتياله. يعتمد النظام السياسي في روسيا على مجموعة صغيرة من النخب الأمنية والعسكرية التي تتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس.

ويعتبر مدير جهاز الأمن الفيدرالي – خليفة جهاز المخابرات السوفييتي “كي جي بي” – ألكسندر بورتنيكوف أقرب المقربين لبوتين، ويستبعد دوغلاس حدوث انقلاب ضده. وحتى لو فعل ذلك، فإن آراء بورتنيكوف بشأن السياسة والغرب، في رأيه، لا تختلف عن آراء بوتين.

وقال دوجلاس إن مدير جهاز الأمن الفيدرالي ملتزم بدعم حكم بوتين من خلال كبح المعارضة وضمان تنفيذ سياسات الرئيس.

أما مدير الحرس الوطني فيكتور زولوتوف، فهو يدين بمنصبه ونفوذه لبوتين. لقد كان حارسه الشخصي السابق وأمطر عائلته – مثل الآخرين في النخبة – بالمال والأرض والهدايا. ويتمتع الحرس الوطني بصلاحيات واسعة لقمع الاحتجاجات وضمان الأمن الداخلي.

ولم يُظهر مدير جهاز الأمن الرئاسي، دميتري كوشنيف، أي طموح سياسي، وهو ملتزم بحماية الرئيس جنبًا إلى جنب مع جهاز الأمن الذي يتكون من 50 ألف جندي. ويشير دوغلاس إلى أنه حتى لو أراد كوشنيف قتل الرئيس، فإنه سيفعل ذلك. وعليه أولاً أن يحصل على دعم النخب الأخرى.

Leave a Comment